أما حديث المؤاخاة
  ولم يؤمِّر أبا بكر إلاّ يوم خيبر فهرب، ويوم براءة فعزله أمير المؤمنين، على ما سيأتي.
  وقد قال الله تعالى: {لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: ٢١].
  ولله القائل:
  ما كان ولّى أحمد والياً ... على عليّ فتولّوا عليه
  هل في رسول الله من أُسوة ... لو يقتدي القوم ممّا سُنّ فيه
  لكنّهم اختاروا غير خيرة الله، وخالفوا أمر رسول الله.
أمّا حديث المؤاخاة
  فهو: ما روي أنّ رسول الله ÷ لمّا آخى بين أصحابه قال عليّ: «يا رسول الله! لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علَيّ فلك العتبى والكرامة».
  فقال ÷: «والذي بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلاّ لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي