المسألة السابعة أن الله تعالى لا يشبه الأشياء
  {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} اليدُ ها هنا بمعنى: النعمة وثنّاها لأنّ المراد بذلك نعمة الدِّين والدُّنيا وقيل: نعمة الدنيا والآخرة، واليدُ في قوله تعالى: {يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} بمعنى: القُوَّةِ والقُدرةِ، واليدُ بمعنى: القُدرةِ شائعٌ في كلام العرب قال شاعرهم:
  فَقَالَا شَفَاكَ اللهُ وَاللهِ مَا بِنَا ... لِمَا حَمَلَتْ مِنْك الضُّلُوعُ يَدَانِ
  والعين في قوله تعالى {تَجْري بِأَعْيُنِنَا} {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} بمعنى: العلم. من كلام العرب: ما صدر منك من إحسانٍ و إساءةٍ فهو على عيني، وبعيني أي: عِلْمِي. والجنب في قوله تعالى: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ} بمعنى: الجانب الذي لِلَّهِ وهو الطّاعةُ. ومن كلام العرب: النّاسُ جنبٌ والأمير جنبٌ أي: في جانبٍ وهو في جانبٍ، إذ حملها على ظاهرها غير صحيح عندنا وعندهم لأنّ التفريط في المقدورات، وذاتُ الله غيرُ مقدورةٍ فلا تفريط فيها. ومن شُبههم: قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} ودعواهم أيضاً إجماع المسلمين أنّ الله تعالى في كل مكانٍ، وكل مكان منه ملآن.