كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة العاشرة أن الله تعالى واحد

صفحة 156 - الجزء 1

  لَفَسَدَتَا}⁣[الأنبياء: ٢٢] وفي الآية دلالةٌ على أنّه لو كان له ثانٍ لَتَمَانَعَا ومثلها قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ}⁣[المؤمنون: ٩١] وقال: {وَمَا مِنْ إِلهٍٍ إِلّآ إِلهٌ وَاحِدٌ}⁣[المائدة: ٧٣] وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}⁣[الإخلاص: ٠١] وقوله تعالى: {اللهُ لَآ إِلهَ إِلّا هُوَ}⁣[البقرة: ٢٥٥] وقوله: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَآ إِلهَ إِلّا هُوَ}⁣[آل عمران: ١٨] وقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلهَ إِلَّا اللهُ}⁣[محمد: ١٩] وقوله: {لَآ إِلهَ إِلَّآ أَنَا فَاعْبُدُونِ}⁣[الأنبياء: ٢٥] إلى غير ذلك ممّا يكثرُ في الكتاب العزيز.

  وأمّا السُّنة والإجماع: فالمعلوم ضرورةً من دينه ÷ ومن إجماع المسلمين أنه لا قديم مع الله تعالى يُشاركه في الإلهيّة.

  وأمّا ما تقوله الثنوية: من قِدَمِ النُّور والظُّلمَةِ فقولهم باطل لأنهما جسمانِ عندنا، وعند أبي الهذيل عَرَضانِ. والخلاف في التحقيق عائدٌ إلى إطلاق الاسم فنحن أطلقناه على الجسم. والسّوادُ والبياضُ وصفٌ لذلك. وأبو الهذيل أطلقه عليهما لأنه السّابق إلى الفهم. وقد بيّنا أنّ الأجسام والأعراض محدثةٌ فبطل ما ادّعوه. وأمّا من قال من المجوس بِقِدَمِ إهرمن فهو قول باطل لأنّ الشيطان من جملة الأجسام والأجسامُ