كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:

صفحة 308 - الجزء 1

  الأخطل في عبد الملك بن مروان:

  فما وجدت فيها قريش لأمرها ... أعفّ وأَوفى من أبيك وأمجدا

  وأروى بزنديه ولو كان غيره ... غداة اختلاف الناس أَكدا وأَصلدا

  فأصبحت مولاها من الناس كلهم ... وأَحرى قريش أَن تُهاب وتُحمدا

  والأحقّ، والأوْلَى كما قال تعالى: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ}⁣[الحديد: ١٥] أي: أوْلَى بكم، والصاحب قال الشاعر:

  لمّا رأى واشقٌ إقعاصَ صاحبه ... ولا سبيل إلى عقل ولا قود

  قالت له النفس إنّي لآ أَرى طمعاً ... وأن مولاك لم يسلم ولم يصد

  ومالك الرِّق قال تعالى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ}⁣[النحل: ٧٦] أي: مالك رِقِّهِ. ويُستعمل في المُنعِمِ الْمُسْلَمِ على يديه عند الدُّعَاءِ إلى الإسلام. وإذا ثبت إشتراكُ لفظة مولَى بين هذه المعاني - ومن جملتها مالك التّصرُّف - أَفَادَ معنى الإمامة قطعاً على قواعد كل مذهب. أمَّا على قواعد أئمتنا $ والجمهور فظاهرٌ، وأمَّا على قواعد غيرهم فقد أجمعوا على أنّ المشترك يُحمل على أحد معانيه إِنْ دلّت عليه قرينةٌ. ومعنى الإمامة قد دلّت عليه قرينةٌ وهي قوله ÷ في أوّلِهِ: «أَلَسْتُ أَوْلَى بكم من أنفسكم لآ أمر لكم معي» وقوله [÷] في آخره: «وانصُر من نصره واخذُل من خذله» وبعض أصحابنا المتأخرين قال: إنه قد صار