المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:
  وإن كان دون خبر الغدير. وقد اختلف أصحابُنا فيه، فقيل: هو خبرٌ متواترٌ كخبر الغدير وهذا هو مذهب المنصور بالله، [والمؤيد بالله] ورواه في شرح الأصول عن كثير من السّادات، وعوّل على هذا إمامُ زماننا أيَّدَهُ اللهُ تعالى، ومنهم: من لم يقض بكونه مُتواتراً وإنما استدلَّ على صحته بإجماع الأُمّة، والعترة، وتَلَقِّيهِ بالقبول من غير مناكرة فيه، بل هم بين مُسْتَدِلٍّ به على إمامته، ومُسْتَدِلٍّ به على فَضْلِهِ، وإلى هذا ذهب صاحب شرح الأُصول. وبيان الاستدلال بهذا الخبر: أنّ النبيء ÷ أثبت لعليّ # جميعَ منازل هارون من موسى، بدليل أنه استثنى النُّبُوءةَ، وهو يدلُّ على الاستغراق (وَلَا شَكَّ أنَّ هَارُونَ خَلِيفَتُهُ عَلَى قَوْمِهِ) لإجماع المسلمين على ذلك، ولقوله تعالى {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}[الأعراف: ١٤٢] ولولا إستحقاقُهُ للخلافة وصلاحُهُ لها لم يكن ليستخلفه. ومن منازله الشركة في الأمر كما حكى الله تعالى عن موسى بقوله: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ٢٥ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ٢٦ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ٢٧ يَفْقَهُوا قَوْلِي ٢٨ وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي ٢٩ هَارُونَ أَخِي ٣٠ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ٣١ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ٣٢ كَيْ