المسألة الثلاثون في بيان من يستحق الإمامة بعد الحسنين @
  الكيسانية أنّها في ولد محمد ابن الحنفية دون غيرهم. وعند الخوارج أنّها جائزةٌ في جميع الناس، وحكي عن النظام مثل ذلك حكاية ليست بالشهيرة، وبه قال قوم من قدماءِ الصّحابة وكلام عمر يقضي بذلك حيث قال: لو كان سالم مولى حذيفة حيّاً ما خالجتني فيه الشُّكوكُ. وجماعةٌ من المعتزلة القدماءِ قالوا بذلك وهو مذهب نشوان الحميري وبعض الحشوية. وعند الإمامية أنّ الإمامة مقصورةٌ في ولد الحسين دون ولد الحسن @ ويحتجُّون بالنص الوارد عن النبيء ÷ في تَعْيينِ الأئمة ويَرْوُونَ نُصُوصاً عن النّبيء ÷. ومنهم من قال نصّ ÷ على بعضهم؛ ثم بعضُهم على غيرهم. وأكثرهم الإثنا عشريّة القائلون بأنّ الإمامة بعد النبيء ÷ لإثني عشر؛ منهم: عليٌ وولداه، وتسعة من ولد الحسين [$]، وهم متناسلون بعضهم من بعض من غير واسطةٍ؛ أوَّلُهم علي بن الحسين زين العابدين [#]، ثم ولده محمد بن علي الباقر، ثمّ ولده جعفر بن محمد الصادق، ثم ولده موسى الكاظم، ثم ولده علي بن موسى الرضا، ثم ولده محمد بن علي الباقر الصغير، ثم ولده علي بن محمد، ثم ولده الحسن بن علي العسكري، ثمّ ولده محمد بن الحسن وهو المنتظر عندهم. ولا إمَامَةَ عندهم فيمن عدا هؤلاءِ وإن بلغ أعلى رتبةٍ في خصال الإمامة، بل هو ظالمٌ باغيٍ. ومن الناس من قال بجوازها في أولاد علي #. ومن الناس من قال بجوازها في أولاد الحسن والحسين، وأولاد العباس دون غيرهم.
  نعم وقول الشيخ فيمن قام ودعا إشعارٌ بأنّ الدَّعوة - في غير من نُصَّ عليه - هي الموجبةُ للإمامة في حقّ الإمام، وطريقٌ لغيره إلى معرفة إمامته.