كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

خاتمة في الفرقة الناجية

صفحة 367 - الجزء 1

  فأقول: لهم من أَنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل: نحن من أهل التوحيد فإذا ذكرتُ إسمي قالوا نحن من أُمتك فأقول: كيف خلفتموني في الثقلين كتاب ربي وعترتي؟ فيقولون: أمَّا الكتابُ فخالفنا، وأمَّا العترة فخذلنا، ومزقناهم كل ممزق فأَقول لهم إِليكم عنِّي فيصدرون عطاشاً مسودة وجوههم. ثم ترد عليَّ راية أُخرى تلمع نوراً فأَقول من أَنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمّة محمد ÷ ونحن بقية أهل الحق حملنا كتاب ربنا فأحللنا حلاله، وحرَّمنا حرامه، وأحببنا ذرية محمد ÷ فنصرناهم من كل ما نصرنا به أَنفسنا، وقاتلنا معهم، وقاتلنا من نَاوَأهُمْ فأَقول لهم: أبشروا فأنا نبيئكم مُحَمَّدٌ ولقد كنتم كما وصفتم ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون رواءً. ألَا وإن جبريل أَخبرني بأنّ أُمّتي تقتل ولدي الحسين بأرض كَرْبٍ وَبَلاءٍ، ألَا ولعنة الله على قاتله، وخاذله أبد الدّهر أبد الدهر، ثم نزل ولم يبق أَحدٌ إِلَّا وتيقّن أنّ الحسين مقتولٌ). وإذا تأمل المنصف هذا الخبر الشريف عرف قطعاً أنّ الزيدية أهل الرّاية الثالثة لأنهم المنابذون عن أهل بيت نبيئهم ÷ باللِّسان، والسّيف، والسِّنان؛ وعلم يقيناً أنّ أهل الرايتين الأوّلتين هم بنو أُميّة، وبنو العباس الذين عاندوا الذرية الزكية، وجَهِدُوا في إهلاكهم. قاتلهم الله ولعنهم وأخزاهم. وممّا يدل على نجاتهم: ما جاءَ في فضل شيعتهم $ ذكر بعض المفسرين في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}⁣[الفتح: ٠٤] أنّ جنود السماءِ الملائكة، وجنود الأرض الزّيدية. وورد في شيعة أهل البيت آثارٌ كثيرةٌ منها: قوله