كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

خاتمة في الفرقة الناجية

صفحة 369 - الجزء 1

  الزيدية، ومن طابقها في العقائد الدينية وهم: المعتزلة.

  قال في السفينة: روى الحاكم عن النبيء ÷: «ستفترق أُمتي على ثلاث وسبعين فرقة أبرّها وأتقاها الفئَة المعتزلة».

  قال الدواريُّ: وهم كذلك لأنهم متبعون لعقيدة أمير المؤمنين [#] وأولاده وهو مستندهم في دينهم، ولم يأْخذوا ما ذهبوا إليه إلَّا منه #، وأكثر علماء التابعين وتابعيهم وأئمة العلم كأبي حنيفة، والشافعي، ومالك، وأئمة الحديث على محبة أهل البيت $، وإمامة زيد بن علي # لكن لم يجر عليهم إِسم التشيُّع لتستُّرهم بمذهبهم في ذلك إذ كان السلطانُ سلطانَ بني أُميّة، وبني العباس وهم أضدادٌ لأهل البيت.

  وقال المهدي #: لم يُسمع من أحدٍ من أهل البيت $ تكفير المعتزلة ولا تفسيقهم وإن كان في كلام الهادي # إِشارة إِلى تهليك بعضهم حيث قال: ومن كل معتزلي غالٍ. والبراءة لا تكون إلَّا ممّن خرج من زمرة النّاجين، ولكن يرد على هذا أنْ يُقال: الخبر النبوي قاضٍ بهلاك جميع الفرق إلَّا فرقة واحدة ويلزم منه هلاك المعتزلة على اختلاف فرقها. قال #: وقد يُجاب بأنّ المعتزلة كلها هالكة إلَّا من كان على صفة الزيدية في سلامة إِعتقاده من الشوائب المهلكة، وصار المراد بالخبر النبوي أنّ الفرق كلها هالكة إلَّا فرقة واحدة وهو من كمُل إِعتقادُهُ في العدل والتوحيد، وسَلِمَ من أنْ يشوبه بإعتقادٍ مُهلكٍ، وهذه الفرقة إنما هي الزيدية ومن وافقها.

  وأمّا السيد حميدان فله - في التشديد والإغلاظ على تجنب مذاهب المعتزلة وَمَنْعِ إِتِّباع أقوالهم - كلام واسعٌ، حتى أنه ألَّفَ كتاباً سمَّاه: كتاب الأقوال العاصمة من الإعتزال. وقال في