خاتمة في الفرقة الناجية
  كتاب التصريح: وأمّا الفصل الثامن وهو في ذكر جملة ممّا يعتذر به من جمع بين التشيُّع والإعتزال فالغرض التَّنبيه بذكر بعضها، وبيان بطلانها على خدعهم بإظهار التشيُّع لمن لم يكن ليدخل معهم في مذهب الإعتزال لو لا خدعهم له بذلك. فممّا ننبّه من ذلك على أشباهه إيهامهم أنهم لم يجدوا للأئمة في أُصول الدين، وأُصول الفقه من العلم مثل الذي وجد للمعتزلة في الدِّقة، والكثرة، والبيان؛ وأنّهم لم يتبعوهم في ذلك إلَّا من طريق النظر والإستدلال لا من طريق التقليد، وأنّهم لو اكتفوا في ذلك بعلوم الأئمة $ للزمهم أنْ يكونوا مقلّدين، ومفرِّطين. واعتذارهم للأئمة فيما نسبوا إليهم من التقصير بأنّهم قنعوا بالجمل واشتغلوا بالجهاد. وقولهم إنّ المعتزلة شيوخ لكثير من الأئمة في العلم، وقول بعضهم إنّ لفظة الاعتزال ما وردت في الكتاب والسُّنة إلَّا صفة مدحٍ قالوا وخطأُ المعتزلة في الإمامة هَيِّنٌ في جنب ما وضعوا في العدل والتوحيد وهذا بناءٌ على القول بالموازنة.
  والجواب عن هذه الشبه: أمّا إِيهامُهُم أَنَّهم لم يجدوا للأئمة في الأُصولينِ مثل الذي وجدوا للمعتزلة فلو وقفوا على كتب الأئمة وعقلوا ما فيها لعلموا أنّ الذّمَّ للمعتزلة - في إتيانهم بغير ما في الكتاب والسُّنة وفي كتب الأئمة - أولى من مدحهم لأجل إِتيانهم بما لا يعقل وبما يعلم كونه مُحَالاً على ما تقرر فيما