خاتمة في الفرقة الناجية
  والبدعة، فقال #: (السُّنَّةُ واللهِ سُنَّة رسول الله ÷، وَالْبُدْعَةُ وَاللهِ مَا خَالَفَهَا، وَالْجَمَاعَةُ وَاللهِ أَهْلُ الْحَقِّ وَإِنْ قَلُّوا، وَالْفُرْقَةُ وَاللهِ مُتَابَعَةُ أهْلِ الْبَاطِلِ وَإِنْ كَثُرُوا) وهذا خلاف ما يظنُّونه أنّ الكثرة تدلُّ على الحقّ، وأنّ القلّةَ تدل على الباطل، وقد ذَمَّ اللهُ الأكثرين، ومدح الأقلِّين في آياتٍ كثيرةٍ من كتابه الكريم، فقال عز وعلا: {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}[المؤمنون: ٧٠] وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف: ١٠٣] وقال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}[النساء: ٦٦] وقال تعالى: {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ}[ص: ٢٤] وقال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ: ١٣] وقال تعالى: {وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}[هود: ٤٠].
  وقد رُوينا عن أَمير المؤمنين # أنّ الحارثَ بن حُوطٍ سأله فقال: أتُرى يا أمير المؤمنين أَنَّ أهل الشام مع كثرتهم على الباطل، وأنّ أهل العراق مع قلتهم على الحق؟ فقال له: (يَا حَارُ: إِنّهُ لَمَلْبُوسٌ عليك إنَّ الْحَقَّ لَا يُعْرَفُ بِالرَّجَالِ، وَإِنَّمَا الرِّجَالُ يُعْرَفُونَ بِالْحَقِّ فَاعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ قَلُّوا أَمْ كَثُرُوا، واعْرِفِ الْبَاطِلَ تَعْرِفْ أَهْلَهُ قَلُّوا أَمْ كَثُرُوا، وَأَنَّ الْبَاطِلَ لَا يُعْرَفُ بِالْقِلَّةِ).
  ورُوينا عن النبيء ÷ أَنّه سأله رجلٌ فقال: يا رسول الله أخبرني بكلماتٍ جوامع نوافع؟ فقال ÷: «أُعبُد