البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

[معنى النفاق لغة]

صفحة 105 - الجزء 1

  يومين أو ضرب عشر درر، أو إرهاقا في خراج أو ازورار وجه عنه، أوشدة حجاب، أو كان منه رغبة في غرض من الأغراض فخاف فوات مارغب فيه، ويدع عبادة ربه، فلو كان هؤلاء الناس موقنين بالجنة والنار وما وعد الله وأوعد الأبرار والفجار، وصدقوا بقول الله سبحانه: {كُلَّما نَضِجَت جُلودُهُم بَدَّلناهُم جُلودًا غَيرَها لِيَذوقُوا العَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزيزًا حَكيمًا}⁣[النساء: ٥٦] عزيزا في أخذه وتعذيبه أعداءه، حكيما في تدبيره وتحقيق وعده ووعيده - لكانوا لا يعصونه متعمدين، ولا يصرون على ما يكره منها، مستخفين بحرماته والله المستعان.

  واعلم أنه لا إيمان لمن لا إيمان له، ولاإيقان لمن يصر على معاصي خالقه قال الله سبحانه: {الم ١ ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فيهِ} إلى قوله: {وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ}⁣[البقرة: ١ - ٥] وماالغالب على الناس في اصرارهم على معاصي الله إلا قلة اليقين، وماالذي يظهر منهم من الإقرار بالشهادتين والصوم والصلاة إلا شيء قد تعودوه، وحقنوا به دماءهم، وما أتوا به من ذلك أيضا، فليس يأتي على حقيقة إلا القليل ممن عصم الله وخافه.

[معنى النفاق لغة]

  واعلم هداك الله: أن كل (مساتر بمعاصي الله أومعلن لها) فهو منافق في لغة العرب؛ لأن اسم النفاق إنما أخذ واشتق من جحرة اليربوع فإن لليربوع جحرين يقال لأحدهما: القاصعاء وهو الذي يسكنه ويكون فيه، وفوق ذلك