البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

هذا باب في وصف النفاق والدليل على أن كل عاص منافق

صفحة 104 - الجزء 1

  قال: وأخبرني محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثني بكر بن عيسى الأحول أبوزيد قال: حدثني عبدالله بن الحسن قال: حدثني ثابت أبو المقدام قال: أدركت أصحاب علي # متوافرين قال: فسمى منهم رجالا كثيرا قال: قلت لهم: أي شئ كنتم تسمون من خالفكم؟ قالوا: كنا نسميهم بالفسق والظلال والنفاق، وبالكفر غير كفر الشرك.

  وفي هذا مايكثر وإنما نكتب منه مانذكر.

هذا باب في وصف النفاق والدليل على أن كل عاص منافق

  إعلم هداك الله أن كل من عصى الله بكبائر معاصيه، وأصر على ذلك فليس فعله ذلك إلا عن قلة يقين بوعيد الله واستخفاف بحرماته، وإنهم في شك من الجنة والنار ومما يدعوهم اليه مريب، وذلك أن القلوب والأبدان والعقول مطبوعة على الحذر من قليل الآلام والأوجاع، حتى إن الإنسان إذا صدع أوحم يوما فقيل له: احتم ودع الطعام والشراب أو الجماع، وذلك فلذة الدنيا يجوع ويعطش جهده، وترك لذاته جميعا حذرا من أن يزيد وجعه أويدوم ورجاء العافية، وهذه فلذات الدنيا التي بها يفتتن المفتتنون، ولها تباع الآخرة، وتقطع الأرحام ويكتسب سوء الأحدوثة ويعبد أحدهم سلطانه الظالم بالطاعة له إذا خاف منه حبس