[معاني الأذن]
  فجوابنا لهم في ذلك: أنهم إنما أتوا واسلافهم قبلهم من طريق لكنتهم، وقلة معرفتهم باللغة.
[معاني الأذن]
  وأن معنى الأذن في لغة العرب على ثلاثة وجوه لاغير.
  فوجه من ذلك: الأمر، والله لايأمر بالسحر وينهى عنه، قال جل ذكره: {أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ}[الحج: ٣٩].
  ووجه: التخلية.
  ووجه: العلم، قال الله جل ذكره: {وَيَومَ يُناديهِم أَينَ شُرَكائي قالوا آذَنّاكَ ما مِنّا مِن شَهيدٍ}[فصلت: ٤٧] معنى آذناك: نعلمك مامنا من شهيد.
  والتخلية: فتكون مع علم أومع أمر، تقول العرب: قد أذن فلان لغلامه أن يفعل كذا، معناه: قد أمره وخلاه يفعل ذلك.
  وتقول العرب: مافعل فلان كذا إلا بإذني، معناه: إلا بعلمي.
  لايعرف في الأذن غير هذه المعاني، ومن ذلك قولهم: إذا مات لهم ميت آذنوا الناس حتى يحضروه، أي: أعلموهم بموته.
  ومن ذلك الأذان للصلاة إنما هو اعلام الناس بوجوب الصلاة ليحضروا، ومن ذلك قول الله سبحانه: {وَأَذِّن فِي النّاسِ بِالحَجِّ}[الحج: ٢٧] معناه وأعلمهم بالحج ليأتوك رجالا وركبانا.