16 - مسألة للمجبرة في الخير والشر وجوابها
  وقال تعالى: {وَقالَتِ اليَهودُ وَالنَّصارى نَحنُ أَبناءُ اللَّهِ وَأَحِبّاؤُهُ قُل فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنوبِكُم بَل أَنتُم بَشَرٌ مِمَّن خَلَقَ يَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشاءُ}[المائدة: ١٨].
  وأجمعت الأمة أنه لايجوز أن يغفر لليهود والنصارى إلا أن يتوبوا، فأخبر عن قدرته على المغفرة لمن يشاء، ولايشاء أن يغفر إلا لمن تاب وآمن وعمل صالحا فقال: {وَإِنّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهتَدى}[طه: ٨٢] والحمد لله اولا وآخرا.
١٦ - مسألة للمجبرة في الخير والشر وجوابها
  قالت المجبرة القدرية: إن كل خير وشر من طاعات الله ومعاصيه، ويسر الدنيا وعسرها وغير ذلك، فمن الله وفعله وخلقه، ويتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا واحتجوا لذلك من قولهم بقول الله سبحانه: {أَينَما تَكونوا يُدرِككُمُ المَوتُ وَلَو كُنتُم في بُروجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبهُم حَسَنَةٌ يَقولوا هذِهِ مِن عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبهُم سَيِّئَةٌ يَقولوا هذِهِ مِن عِندِكَ قُل كُلٌّ مِن عِندِ اللَّهِ فَمالِ هؤُلاءِ القَومِ لا يَكادونَ يَفقَهونَ حَديثًا}[النساء: ٧٨].
  والخير والشر: خيران وشران في كتاب الله.
  فخير من الله فذلك: حسنة منه، وهو ماينعم الله به على عباده من الصحة والخصب واليسر والغنى والنصر والغنائم والرخاء وغير ذلك من صنوف نعمه عليهم.
  وشر وهو: سيئة، وذلك فيما يبتلي الله به عباده من المرض والمصائب والقحط والفقر والعسر والجراح وغير ذلك، وقتل الأحباب وموتهم، ومن هذا الشر مايكون