15 - مسألة في المشيئة وجوابها
  فمعنى {وَما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ}[البقرة: ١٠٢] إلا بعلم الله وتخليته لهم فهذا معنى جهلته المجبرة، ويتعالى الله عن الأمر بما نهى عنه علوا كبيرا، قال سبحانه منكرا على من نسبه إلى مثل ذلك: {وَإِذا فَعَلوا فاحِشَةً قالوا وَجَدنا عَلَيها آباءَنا وَاللَّهُ أَمَرَنا بِها قُل إِنَّ اللَّهَ لا يَأمُرُ بِالفَحشاءِ} إلى قوله: {وَادعوهُ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ}[الأعراف: ٢٨ - ٢٩] الآية فمعنى فادعوه: فاعبدوه.
  والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله محمد النبي وآله أجمعين.
١٥ - مسألة في المشيئة وجوابها
  زعمت المجبرة القدرية أن الله شاء معاصي عباده وخلافهم أمره، ولم يرض ذلك ولم يحبه.
  وهذا من فساد التدبير والحكمة على حال لو نسبت اليها آبآؤهم لغضبوا، وذلك أنهم يزعمون أن الشيطان شاء وأراد المعاصي لله، وأحب ذلك ورضيه، فكان من شاء وأراد ماأحب ورضي، أولى بالحكمة وحسن التدبير في كل عقل سليم من غلبة الهوى، ويتعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرا.
  وقد تكلم الناس في المشيئة فزعمت المجبرة القدرية أن كل ما يعقل ويعرف من معاصي الله فبمشيئته وارادته، وأن المشيئة لذلك مشيئة واحدة لاتختلف معانيها.
  وقالت المعتزلة ومن قال بقولهم: المشيئة والإرادة من الله على معنيين.