الجواب المضء للمولى الحسين بن يحيى مطهر،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

الفرق بين التقليد واتباع أهل البيت

صفحة 19 - الجزء 1

  وإذا تقرر أنه تعالى لا يمكن أن يرسل رسولاً كذاباً، فقد بعث الله تعالى نبيئنا مُحَمَّداً ÷ وَخَلَّفَ فِينَا كتاب الله وعترته، فالمتبع له ÷ ولأهل بيته ليس مقلداً بل مؤدياً لما أمر الله ورسوله، قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}⁣[الأحزاب: ٣٣]، وليس المراد أن يذهب عنهم النجاسات والأقذار الحسية، كالبول والغائط والدم، والقيح، فهم وغيرهم في ذلك سواء.

  فافهم الفرق بين التقليد وأتباع الدليل، إذ التقليد: إتباع قول الغير بغير حجة، بينما إتباع النبي ÷ وأهل بيته $ قائم على الدليل، وليس تقليداً، لأنه بأمر الله، قال تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً}⁣[النساء: ٨٠]، وقوله تبارك وتعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}⁣[الحشر: ٧]، وقوله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ