الجواب المضء للمولى الحسين بن يحيى مطهر،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

الله تعالى ليس محلا للأعراض

صفحة 16 - الجزء 1

  قِيْلَ لَهُ: ليس علم الله كعلمنا، ألا ترى أَنَّ اللَّهَ يعلم المطعومات والمشمومات بدون طعم، أو شم، فكذا المسموعات والمبصرات لأنها كلها مما يدرك بالحواس الخمس.

  فَإِنْ قِيلَ: إنه يقال للواحد منا سميع بصير؟ وإن لم تكن الأصوات والمبصرات، حاصلة، بأن يكون في الظلام.؟

  قِيْلَ لَهُ: إنما المراد في حقنا أن لنا آلات للسمع، والبصر سليمة نسمع بها، ونبصر متى حصلت المسموعات، والمبصرات، وَلَيْسَ لِلَّهِ آلة يسمع بها، ويبصر، ولا يمكن أن يحصل له إدراك، لأنه عرض لا يمكن أن يحل فيه، فلا يمكن أن يتجدد له شيء، ولأنها من حقيقته، ومن شأنه، فلا يمكن أن تتخلف عنه، بل هي أزلية فاتصافه بها مع عدمها ومع وجودها على سواء.

اللَّهُ تَعَالَى لَيْسَ مَحَلاًّ لِلأَعْرَاضِ

  إذا تقرر هذا فاعلم: أَنَّ اللَّهَ تعالى لا يمكن أن تحل الأعراض فيه لأنها من صفات الأجسام، ولأنها لو حلت فيه لكان ظرفاً لها وإذا