الجواب المضء للمولى الحسين بن يحيى مطهر،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

الفرق بين التقليد واتباع أهل البيت

صفحة 18 - الجزء 1

  اعلم: أن العدلية كلهم يجعلون الصفات الذاتية مجازاً إلا عالم وقادر لكن بغير آلة، وإلا من ذهب إلى أن الإرادة عرض لا في محل، فخلافهم في الإرادة فقط، ولا يلزم منها تشبيه، بل ارتكاب المحال.

  ومن العجب قولكم: إذا كانت الإرادة صفة ذاتية، لزم أن تعم المرادات، فيلزم أن تعم القبائح. أليست القبائح مكروهات، والمكروه ضد المراد، قال الله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً}⁣[الإسراء: ٣٨]، وبأي دليل أن الله خلق إرادة لا في محل، ولا يمكن أن تكون صفة له، إلا إذا كانت ثابتة فيه، وكل الصفات لا تثبت لأحد، وليست فيه.

  ومن العجب قولهم: إن الله يخلق له إرادات على عدد المخلوقات لكل فعل إرادة، وهي غير مرادة، وإذا أمكن أن يخلق على عدد المخلوقات إرادات بدون إرادة، أمكن أن يكون خلق المخلوقات هي أنفسها بغير إرادة، والفرق تحكم.

الْفَرْق بَيْنَ التَّقْلِيدِ وَاتِّبَاعِ أَهْل الْبَيْتِ