الكلام في أن الله تعالى قادر وعالم وحكيم
صفحة 11
- الجزء 1
الْكَلامُ فِي أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَادِرٌ وَعَالِمٌ وَحَكِيْم
  وإذا صح ثبوت الصانع وقدمه، لزم أن يكون قادراً، لأن العاجز لا يقدر على الصنع، وعالماً، لأن الصنع قد اشتمل على الإتقان والإحكام، وهذا لا شك فيه.
  فإنه لا يقدر على إحكام النجارة، والخياطة، والعمارة، والخط إلا العالم بها، ونضرب لكم مثالين تقيسون عليهما:
  الأَوَّلُ:
  اعلم: أن الله تعالى إذا أرسل المطر لم يرسله بغتة ولا عشواء، بل يثير السحاب، ثم يكون ركاماً، ثم ينبهنا بالرعد والبرق، حتى يمكننا أن نحصن أنفسنا، وأمتعتنا، ومواشينا، ثم يرسله قطرات تعم البراري والمراعي، وتمشي السيول إلى الأموال، ولو أرسله سيولاً من الجو لهدِّمت، وضرَّت، ولم تعم.
  الثَّانِي: