الاختلاف دليل الحدوث
صفحة 6
- الجزء 1
الاِخْتِلاَفُ دَلِيلُ الْحُدُوثِ
  يحتج أئمتنا سلام الله عليهم، وأصحابنا رضوان الله عليهم بالاختلاف الذي احتج به القرآن، وليس المراد بالاختلاف الذي يدل على الحدوث أيَّ اختلافٍ كان، بل الاختلاف الذي يلزم منه الحدوث.
  بيان ذلك:
  أن الجبل إذا كان طويلاً، وكان يمكن أن يكون قصيراً أو متوسطاً ومنصوباً، وكان يمكن أن يكون منبسطاً، وفي مكان وكان يمكن أن يكون في مكان آخر خشناً، وكان يمكن أن يكون أملس، ورخواً وكان يمكن أن يكون صلباً، وسميكاً وكان يمكن أن يكون دقيقاً ولونه أبيض، وكان يمكن أن يكون أسود، أو أحمر، أو أصفر ومرتفعاً وكان يمكن أن يكون منخفضاً، فلا يمكن أن يكون على حالةٍ أو صفةٍ وهو يجوز أن يكون على ضدها، إلا باختيار مختار لأنه يكون تحكماً، فلا بد أن يكون له صانع مختار.