تنبيه
  معان، أو ان السمع والبصر بمعنى الإدراك أوعالم بالمسموعات والمبصرات وغير ذلك مما اختلف فيه النظار وتفرقت فيه المذاهب في الأقطار وجرى فيه الخوض والجدال بين العلماء الصغار منهم والكبار من المعتزلة وغيرهم من الفرق مما ملئت به الأسفار فمما لا يجوز الخوض فيه، ولم يكلفنا الله بذلك ولم يعطنا آلة نستعملها في ذلك بل خلق لنا عقلاً ندرك به ما كلفنا به وما به صلاح أمورنا في دنيانا وديننا ومصالح ديننا ودنيانا، وما علينا إلا ما تبلغه عقولنا.
  وقد دلنا الله على ما به تحصل المعرفة الواجبة وهو النظر في المخلوقات، وما اشتملت عليه من بديع الصنع وعجيب الخلق، وهو دليل عظيم يوصل العاقل اللبيب إلى معرفة الله حق معرفته، والعقل بطبعه الضروري وفطرته الشريفة عند التفكير في المخلوقات وعند مشاهدته لعظيم الحكمة في المصنوعات يعرف أن هذا لا يفعله ويخلقه إلا من اختص واتصف بالوجود والحياة والقدرة والعلم والقدم وغير ذلك من صفات الكمال على أبلغ الوجوه وأبلغ الكمال، والمخلوقات على عكس هذه الصفات موسومون بالعجز والضعف فقال تعالى: {وَخُلِقَ الإِنسانُ ضَعيفًا}[النساء: ٢٨] وقال