تنبيه
  تعالى: {وَعَلِمَ أَنَّ فيكُم ضَعفًا}[الأنفال: ٦٦]، مع أن الإنسان أكيس المخلوقات وأعظمها حدة وفكرة وتطوراً وأقوى تصرفاً وهم لا يقدرون على إيجاد شيء من العدم ولا منع ما قدر الله عليهم والله ولي التوفيق والإصابة إلى أقوم طريق وهو حسبنا ونعم الوكيل. انتهى الكلام في باب التوحيد.
  [باب العدل]
  حقيقة العدل هو: اعتقاد تنزيه الله تعالى عن فعل القبيح والعبث واعتقاد أن أفعال الله كلها حسنة، فكلما يصدر منه جل وعلا فكل ذلك حسن ولا يفعل إلا ما فيه مصلحة في الواقع وفي نفس الأمر فمن اعتقد ذلك فهو يوصف بأنه عدلي وهو نسبة إلى القول بالعدل.
  وحقيقته بالمعنى الأكمل قول أمير المؤمنين #: «العدل ألا تتهمه» وهي كلمة جامعة الأنواع العدل وفنونه.
  والدليل على أن الله عدل العقل والنقل.
  أما العقل فإنه إذا ثبت عنده معرفة الله تعالى من أنه قادر عليم غني حكيم فإن العقل يحكم لا محالة أنه لا يفعل إلا خيراً ولا يفعل قبيحاً ولا عبثاً لأن العالم الحكيم غني عن فعل القبيح والعبث لعلمه بالقبح وقبح العبث،