كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

ترجمة المؤلف

صفحة 19 - الجزء 1

  وجوه العشائر في الحادي والعشرين من ذي القعدة من السنة نفسها التي تولى فيها، وألقى فيهم خطبة عظيمة، ضارباً نموذجاً فريداً بين حكام العرب والمسلمين، نقتطف بعضاً منها قال #: (إنكم معاشر المسلمين أقبلتم إليَّ عند وفاة الهادي ¥، وأوردتموني على قبول بيعتكم، فامتنعت مما سألتموني، ودافعت ولم أؤيسكم من إجابتكم إلى ما طلبتم مني، خوفاً من استيلاء القرمطي على بلادكم، وتعرضه للضفعاء والأيتام والأرامل منكم، فأجريت أموركم على ما كان الهادي يجريها، ولم أتلبس بشيء من عرض دنياكم، ولم أتناول قليلاً ولا كثيراً من أموالكم، فلما أخزى الله القرمطي «وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قوياً عزيزاً» تدبرت أمري وأمركم، ونظرت فيما أتعرضه من أخلاقكم، فوجدت أموركم تجري على غير سننها، وألفيتكم تميلون إلى الباطل، وتنفرون عن الحق، وتستخفّون بأهل الصلاح والخير والدين والورع منكم، لا تتناهون عن منكر تفعلونه، ولا نستحيون من قبيح تأتونه، وذنب عظيم ترتكبونه، ولا تتعظون بوعظ الواعظين، ولا تقبلون نصح الناصحين) ... إلى أن قال: (فلما لم أجد فيكم من يعين الصادق المحق، ويأمر بالمعروف، ويرغب في الجهاد، ويختار رضاء الله على رضاء المخلوقين إلا القليل، اخترت الباقي الدائم على الفاني الزائل، وأيقنت أن