[مسائل تتعلق بباب التوحيد]
[مسائل تتعلق بباب التوحيد(١)]
  فإن قال قائل: ما معنى قول الله سبحانه: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى: ١١] فالجواب في ذلك يخرج على أربعة معانٍ معروفة معلومة عند جميع العرب، مفهومة.
  فأولها: أن يكون معنى سميع هو عليم، والحجة في ذلك قول الرحمن الرحيم {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}[الزخرف: ٨٠] والسر فهو ما انطوت عليه الضمائرولم يبدو، فذلك أسر السرائر.
  والنجوى فهو ما يتسار به ويخفيه المتناجون من الكلام والمحاورة فيما يخفون ويكتمون.
  والسر الذي في القلوب، فليس يسمع لأنه مستجن لم يسمع وإنما يسمع ما ترجمه اللسان وباح به ضمير الإنسان، وإنما أراد ذو الجلال والإكرام بما قال في ذلك من المقال التوبيخ لهم والإخزاء، والتوقيف لهم على ما يأتون من الخطأ، إذ يتوهمون فإن الله لا تخفى عليه خافية سراً أو علانية، قال سبحانه: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}[الزخرف: ٨٠]
(١) ألحق المؤلف | هذا الباب وما بعده في آخر الكتاب فرأيت إلحاقه بباب التوحيد لتعلقه به.