كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

[مسائل تتعلق بباب التوحيد]

صفحة 64 - الجزء 1

  يقول لا نعلم ونحفظ من أمرهم ما يكتمون من سرهم ويكتمونه في غيابات ضمائرهم.

  والمعنى الثاني في اسم الواحد الباري أن يكون السميع هو المجيب للداعين ممن دعا من عباده المؤمنين، والحجة في ذلك [فيما] حكى الواحد الكريم عن نبيئه زكريا وخليله إبراهيم الأواه الحليم: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ٣٩}⁣[إبراهيم: ٣٩] - يعني # إن ربي مجيب لمن يشاء من الأنام - وفي ذلك ما يقول العرب لمن سأل مِنَ الله أو طلب: (سمع الله دعاءك)، أي أجاب الله طلبتك ونداءك.

  والوجه الثالث: فيقول القائل الواحد من الراكعين المصلين سمع الله لمن حمده، معناه: أي قبل الله ممن حمده، وأثاب على شكره من شكره.

  فهذه الثلاثة الوجوه التي يجوز أن يوصف بها الرحمن، وقول فصحاء العرب من عرف اللسان.

  والوجه الرابع: فلن يجوز على الواحد الجليل في شيء من الأقاويل، وهو موجود في المخلوقين، فتعالى عنه رب العالمين، وهو الإصغاء بالآذان، والإنصات لجولان دواخل الأصوات، ومستقر لمفهوم المقالات، فتعالى عن ذلك المهيمن الكريم، المتقدس الواحد الفرد العظيم، وكيف يكون سبحانه كذلك أو يجوز المقال فيه بذلك، وقد تسمع قول ذي