[كلام البرزنجي في الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب ¥]
  ويصرح بهذا ما أورده في «الدر المنثور» من طريق ابن جرير، عن قتادة: أن رجالاً من أصحاب رسول الله ÷ سألوه عن الاستغفار لآبائهم، فقال: «والله إني لأستغفر لأبي كا استغفر إبراهيم لأبيه» فأنزل الله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ...}[التوبة: ١١٣] الآية. فقال النبي ÷: «إني أوحي إليّ كلمات قد دخلن في أذني ووقرن في قلبي، أمرت أن لا أستغفر لمن مات مشركاً»(١).
  فكونه ÷ قال: «إني لأستغفر لأبي ..» لعمي، ثم لم يقل أمرت أن لا أستغفر له، بل قال: «لمن مات مشركاً»، جواب لسؤال أصحابه مع الإشارة الخفية إلى أن عمه لم يكن مشركاً، فدلت أحاديث شفاعته ÷ على أنه يشفع فيمن في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان، وهذه الاشارة الخفية كانت تقع منه ÷ حرصاً منه على الصدق وأن لا يقع في كلامه لفظ مخالف للواقع، فإنه معصوم من الكذب، وهو منه مستحيل، فيأتي بلفظ عام فيه إشارة خفية، فيحصل بذلك جواب السائل، ويرضى به، وتَطِيب به نفسه.
(١) رواه ابن جرير في التفسير (١١/ ٤٣).