[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]
  وعبارة البرزنجي: ثم يعلم أن المراد بالنطق بالشهادتين ليس النطق بخصوصها، خلافاً للغزالي كما ذكر ذلك النووي في «الروضة» ونسبه إلى الجميع، فنقل عن الحليمي في «منهاجه»: أنه لا خلاف أن الإيمان ينعقد بغير القول المعروف، وهو كلمة لا إله إلا الله، حتى لو قال: لا إله غير الله، أو ما عدا الله، أو سوى الله، أو ما من إله الا الله، أو لا إله الا الرحمن، أو لا رحمن إلا الله، أو إلا الباري، فهو كقوله: لا إله إلا الله، وكذا لو قال: محمد نبي الله، أو مبعوثه، أو أحمد، أو الماحي، أو غير ذلك، أو ما يؤدي ذلك باللغات العجمية صح إسلامه، وحكم بكونه مسلما.
[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]
  ثم قال البرزنجي: إذا علمت ذلك فنقول: تواترت الأخبار أن أبا طالب كان يحب النبي ÷، ويحوطه(١)، وينصره، ويعينه على تبليغ دينه، ويصدقه فيما يقوله، ويأمر أولاده كجعفر وعلي باتّباعه ونصره، وكان يمدحه في أشعاره بما يدل على تصديقه، وكان ينطق بأن دينه حق، فمن كلامه المعروف:
  ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا
(١) هذا مأخوذ مما رواه البخاري (٣٨٨٣ و ٦٢٠٨) ومسلم (٢٠٩) عن العباس عم النبي ÷ قال: يا رسول الله: هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: «نعم هو في ضحضاح ...».