أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[شرح عبارة (إنه على ملة عبد المطلب) وبيان أنها التوحيد ونجاته لأنه من أهل الفترة]

صفحة 105 - الجزء 1

  وقد ذكر البرزنجي والسيوطي وغيرهم ممن ألّفوا في نجاة آباء النبي ÷ وأمهاتهم، وفي أنهم كلهم على التوحيد دلائل وبراهين على ذلك، وأفردوا كل أحد من الآباء بترجمة.

  وقد صح في أحاديث كثيرة أنه ÷ قال: «لم أَزَل أُنْقَل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات»⁣(⁣١) وفي رواية: «لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الحسيبة إلى الأرحام الطاهرة».

  وعلى هذا حمل بعضهم قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩}⁣[الشعراء] وقوله ÷: «من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات» فآباء النبي ÷ وأمهاتهم إلى آدم وحواء ليس فيهم كافر، لأن الكافر لا يوصف بأنه طاهر، وإلى هذا اشارة صاحب الهمزية حيث قال:

  لم تزل في ضمائر الكون تختا ... ر لك الأمهات والآباء

  وقد قال رسول الله ÷: «ما ولدت من بغي قط منذ خرجت من صلب آدم، ولم تزل تتنازعني الأمم كابراً عن كابر حتى خرجت من أفضل حَيَّيْنِ من العرب: هاشم وزهرة»⁣(⁣٢).

[شرح عبارة (إنه على ملة عبد المطلب) وبيان أنها التوحيد ونجاته لأنه من أهل الفترة]

  وحيث أن أبا طالب قال: (هو على ملة عبد المطلب) فلنذكر بعض ما ذكروه في عبد المطلب لتعلم على يقينياً أنه كان على التوحيد:


(١) لم أقف عليه، وعزاه السيوطي بنحو هذه الألفاظ في «الحاوي» (٢/ ٢١١) إلى أبي نعيم في «دلائل النبوة».

(٢) لم أقف عليه.