أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

فصل ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب

صفحة 15 - الجزء 1

فصل ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب

  روى البخاري (٣٨٨٤) ومسلم (٢٤) عن ابن المسيب عن أبيه أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي ÷ وعنده أبو جهل فقال:

  عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ، دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ÷ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ:

  «أَيْ عَمِّ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَلَمْ يَزَالاَ يُكَلِّمَانِهِ، حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ، مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ» فَنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ١١٣}⁣[التوبة]. وَنَزَلَتْ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}⁣[القصص: ٥٦](⁣١).


(١) راوي هذا الحديث عن المسيب هو الزهري! وهو أموي المشرب! وإليك بعض ذلك:

ذكر الذهبي في «سير النبلاء» (٥/ ٣٣١): أن الزهري قال: «وتوفي عبدالملك فلزمت ابنه الوليد، ثم سليمان، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد، فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري .......

ثم لزمت هشام بن عبد الملك، وصير هشام الزهري مع أولاده يعلمهم ويحج معهم».

وقال الذهبي هناك ص (٣٣٧) أيضاً: «كان | محتشاً جليلاً بزي الأجناد له صورة كبيرة في دولة بني أمية». راجع كتابنا «تناقضات الألباني» (٣/ ٣٣٦) فإننا هناك توسعنا في الكلام على الزهري. =