أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[النصوص التي فيها بيان شرف أصله ÷]

صفحة 104 - الجزء 1

  وأخرج الإمام أحمد في «الزهد» بسند صحيح على شرط الشيخين عن ابن عباس ®، قال: «ما خلت الأرض من بعد نوح من سبعة يدفع الله بهم عن أهل الأرض»⁣(⁣١).

  وأخرج البخاري حديث: «بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه»⁣(⁣٢) فإذا قرنت بين هاتين المقدمتين، أعني: «بعثت من خير قرون بني آدم ..» الخ، و (أن الأرض لم تخل من سبعة مسلمين) الخ، أنتج ما قاله الإمام الرازي من أن آبائه كلهم موحدون، لأنه إن كان كل جد من أجداده من جملة السبعة المذكورين في زمانهم ففيه المدعى وإن كانوا غيرهم فإما أن يكونوا على الحنفية ملة إبراهيم # فهو المدعى أيضاً، وإما أن يكونوا على الشرك فيلزم أحد أمرين: إما أن يكون غيرهم خيراً منهم وهو باطل لمخالفته الحديث الصحيح، من أنهم «من خير قرون بني آدم قرنا فقرناً»، وإما أن يكونوا خيراً وهم على الشرك، وهو باطل بالإجماع، قال تعالى: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ}⁣[البقرة: ٢٢١] فثبت أنهم على التوحيد، فيكونوا خير أهل الأرض في زمانهم.


(١) لم أقف عليه في «الزهد» لابن حنبل ولم أقف عليه كحديث، أنها وجدته قولاً لقتادة كما في «تهذيب الكمال» للمزي (٦/ ١٠٩) و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٥٧٤).

(٢) رواه البخاري (٣٥٥٧).