[النصوص التي فيها بيان شرف أصله ÷]
  ففسر تَقَلّبه في الساجدين بتنقله في أصلاب الأنبياء، ولو مع الوسائط. وحمل الآية على أعم منهم وهم المصلون الذين لم يزالوا في ذرية إبراهيم أوضح، ليشمل غير الأنبياء.
  (فقد أخرج) ابن المنذر، عن ابن جُرَيج في قوله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي}[إبراهيم: ٤٠] قال: فلا تزال من ذرية إبراهيم ناس على الفطرة يعبدون الله تعالى.
  وعن ابن عباس ®، ومجاهد في قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}[الزخرف: ٢٨] أنها لا إله الا الله، باقية في عقب إبراهيم #(١).
  وعن قتادة في الآية: هي شهادة أن لا إله إلا الله والتوحيد، لا يزال في ذريته من يقولها من بعده.
  وقد صح من طرق صحيحة أن الأرض لم تَخْلُ من سبعة مسلمين، فمن ذلك ما أخرجه عبد الرزاق، وابن المنذر بسند صحيح على شرط الشيخين عن علي كرم الله قال: (لا يزال على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعداً، ولولا ذلك لهلكت الأرض ومن عليها)(٢).
= وقال في موضع آخر من «مجمع الزوائد» (٨/ ٢١٤): «رواه البزار ورجاله ثقات».
(١) رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٥/ ٦٣).
(٢) رواه عبد الرزاق في المصنف (٥/ ٩٧).