[شرح عبارة (إنه على ملة عبد المطلب) وبيان أنها التوحيد ونجاته لأنه من أهل الفترة]
  وتوفي عبد المطلب وعُمُرُ النبي ÷ ثمان سنين، فأوصى به إلى عمه أبي طالب، وكان شقيق أبيه عبد الله وأمها فاطمة بنت فأوصى عمرو بن عائذ بن عمرو بن مخزوم.
  وعن ابن عباس ®، قال: سمعت أبي العباس يقول: كان لعبد المطلب مفرش في الحِجْر يجلس عليه لا يجلس عليه غيره، وكان حرب بن أمية فمن دونه من عظماء قريش يجلسون حوله دون الفرش، فجاء رسول الله ÷ يوماً وهو غلام فجلس على الفرش فجذبه رجل فبكى، فقال عبد المطلب: ما لابني يبكي؟ قالوا: أراد أن يجلس على الفرش فمنعوه، فقال عبد المطلب: دعوا ابني يجلس عليه فإنه يحس من نفسه بشرف، وأرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ولا بعده، فكانوا بعد ذلك لا يردونه عنه، حضر عبد المطلب أو غاب.
  وفي رواية: دعوا ابني إنه ليؤنس مُلكاً، وفي رواية: فإنه تحدثه نفسه بملك عظيم وسيكون له شأن.
  وكان عبد المطلب من علماء قريش وحكمائها، وكان مجاب الدعوة محرماً للخمرة على نفسه، وهو أول من تحتَّث بغار حراء، والتحنث: التعبد الليالي ذوات العدد، وكان إذا دخل شهر رمضان صعده وأطعم المساكين، وكان صعوده للتخلي عن الناس يتفكر في جلال الله وعظمته، وكان يرفع من مائدته للطير والوحوش في رؤوس الجبال، وكان يقال له مطعم الطير، ويقال له الفياض.