أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[شرح عبارة (إنه على ملة عبد المطلب) وبيان أنها التوحيد ونجاته لأنه من أهل الفترة]

صفحة 111 - الجزء 1

  وأما كونه يعطى جمال الملوك فلأنه كان سيد قريش في زمانه، وهو ملحق بالملوك الذين عدلوا وما ظلموا، وهذا له شاهد فيما رواه البيهقي وأبو نُعَيم عن كعب الأحبار⁣(⁣١) أنه قال: في التوراة في صفة أمة محمد ÷: إنهم في القيامة يعطون نور الأنبياء.

  وبالجملة، فمن وقف على ما ذكره العلماء في ترجمته، علم علماً يقيناً أنه كان على التوحيد⁣(⁣٢)، وهكذا بقية آبائه إلى آدم #، وبهذا يعلم أن طالب: هو على ملة عبد المطلب، إشارة إلى أنه على التوحيد، ومكارم الأخلاق، ولو لم يصدر من أبي طالب من الإشارات الدالة على التوحيد إلا قوله: (وهو على ملة عبد المطلب) لكان ذلك كافياً، فلله دره من لبيب حاذق.

  وهذا المسلك الذي سلكه العلامة السيد محمد بن رسول البرزنجي في نجاة أبي طالب لم يسبقه إليه أحد، فجزاه الله أفضل الجزاء ومسلكه هذا الذي سلكه يرتضيه كل من كان متصفاً بالإنصاف من أهل الإيمان، لأنه ليس فيه إبطال شيء من النصوص، ولا تضعيف لها وغاية ما فيه أنه حملها على معان مستحسنة


(١) كعب الأحبار كذاب أشر، وقد بينا بعض حاله في مقدمة العلو والتعليقات فليراجعها من شاء.

(٢) لو قال إنه كان من أهل الفترة وأهل الفترة ناجون لكان أقوى بنظري والله تعالى أعلم، فربما كانت هناك أدلة صحيحة في أنهم على التوحيد لم نقف عليها.