أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[شرح عبارة (إنه على ملة عبد المطلب) وبيان أنها التوحيد ونجاته لأنه من أهل الفترة]

صفحة 112 - الجزء 1

  يزول بها الإشكال، ويرتفع الجدال، ويحصل بذلك قرة عين النبي ÷، والسلامة من الوقوع في تنقيص أبي طالب أو بغضه فإن ذلك يؤذي النبي ÷.

  وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ٥٧}⁣[الأحزاب] وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦١}⁣[التوبة].

  وقد ذكر الإمام أحمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه على الكتاب المسمى «بشهاب الأخبار» للعلامة محمد بن سلامة القضاعي المتوفى سنة ٤٥٤ هـ أن بعض أبي طالب كفر.

  ونص على ذلك أيضاً من أئمة المالكية العلامة على الأجهوري في فتاويه، والتلمساني في «حاشيته على الشفا» فقال عند ذكر أبي طالب:

  «لا ينبغي أن يذكر إلا بحماية النبي ÷، لأنه حماه ونصره بقوله وفعله وفي ذكره بمكروه أذية للنبي ÷، ومؤذي النبي ÷ كافر والكافر يقتل. وقال أبو الطاهر: مَنْ أبغض أبا طالب فهو كافر».

  والحاصل أن إيذاء النبي ÷ كفر يقتل فاعله إن لم يتب، وعند المالكية يقتل وإن تاب.