[نجاة أبي طالب قول جماعة من أكابر العلماء: القرطبي، السبكي، الشعراني]
  يكون كل الخير، وإنما تخفيف العذاب تخفيف الشر وبعض الشر أهون من بعض، وحصول كل الخير إنما يكون بدخول الجنة.
  قال بعض العارفين: إنه ثبت عند أهل الكشف إيمان أبي طالب ثبوتاً لا شك فيه، ولعل السبب في أن الله أبهم أمره بحسب ظاهر الشرع لتطيب قلوب أصحاب النبي ÷ الذين كان آباؤهم كفاراً، لأنه لو صرح لهم بإيمان أبي طالب وهم يرونه كافراً بحسب الظاهر مثل آبائهم تنفر قلوبهم وتتوغر صدورهم ويقولون إنه لا فرق بينه وبين آبائنا فكيف يكون ناجيا وهم معذبون؟ وهذا يكون منهم بحسب ما تقتضيه الطبيعة البشرية فإنها تنفر من استئثار غيرها عليها، كما تقدم نظير ذلك في الذي قال أين أبي؟
  ولو أظهر أبو طالب إيمانه لفات ما قصده من نصرة النبي ÷ وحمايته، ثم في ذلك الله تعالى حِكَمٌ كثيرة لا اطلاع لنا عليها، فيجب علينا التسليم لأمر الله تعالى والانقياد لحكمه والرضا به، وحفظ الأدب مع رسول الله ÷ وأهل بيته وتحسين الظن بهم حتى لا يطالبنا أحد منهم بظلامة، ونسأل الله تعالى التوفيق.
  هذا خلاصة ما لخصته من الخاتمة التي ذيَّل بها العلامة السيد محمد بن رسول البرزنجي رسالته التي ألفها في نجاة الأبوين مع ما ضممته إلى ذلك مما وجدته في «المواهب اللدنية» و «السيرة الحلبية» وغيرهما من الكتب المعتمدة وجدته في «المرضية».