فصل ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب
  أقول: هذا حديث شاذ مردود غير مقبول ولا يجوز التعويل عليه! وبيان ذلك:
  اعترف الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٧/ ١٩٥) أن في نزولها في أبي طالب نظر، وهذا طعن صريح في حديث ابن المسيب عن أبيه في رواية قصة موت أبي طالب التي في الصحيحين.
  وذكر في الفتح (٨/ ٥٠٨) أنها نزلت في عمه وقال: «هذا فيه إشكال، لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقاً، وقد ثبت أن النبي ÷ أتى قبر أمه(١) لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية، والأصل عدم تكرر النزول».
  أقول: وقوله هنا (ثبت) أنها نزلت لما أتى قبر أمه. باطل مردود لا سيما وهي من أهل الفترة(٢).
= ومما يجب التنبه إليه ههنا أنه هو راوي قصة الانتحار التي في البخاري وهي أن النبي ÷ عندما فتر الوحي عنه أراد أن يتردى من شواهق الجبال! قال الحافظ ابن حجر ... في «الفتح» (١٢/ ٣٥٩/ ٦٩٨٢): (وهو من بلاغات الزهري وليس موصولا».
(١) وقد بينت عدم صحة الحديث الذي رواه مسلم (٩٧٦) من أنه ÷ لم يؤذن له في الاستغفار لأمه ÷، وذلك في «صحيح شرح العقيدة الطحاوية» ص (٨٤ - ٨٦).
(٢) وقد بينت ذلك مفصلاً في «صحيح شرح الطحاوية» ص (٨٢ - ٩٥).