فصل ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب
  وجاء في مسند أحمد (١/ ٩٩ و ١٣٠) كما أقر بذلك الحافظ في «الفتح» (٨/ ٥٠٨) عن سيدنا علي # قال: سمعت رجلاً يستغفر لوالديه وهما مشركان فذكرت ذلك للنبي ÷ فأنزل الله {مَا كَانَ ...} الآية. وهذا حديث صحيح الإسناد(١).
  وهذه الروايات توجب الاضطراب في سبب نزول الآية وعدم صحة الاستدلال بها على أنها نزلت في أبي طالب أو في والدة النبي ÷.
  وانظر كيف ينزلون الآيات وينقلون الأحاديث في الطعن في أمه ÷ وأبيه وعمه وهناك أحاديث ذكرناها في موضوع (عذاب القبر)(٢) يُذكر فيها أن القبر ضم بنتيه ÷ وابنه القاسم عليهم سلام الله تعالى وهذا يدلك إلى أن أيدي النواصب الأثيمة التي كانت صاحبة النفوذ والدولة في العهد الأموي والعباسي أدخلت وصنعت تلك الروايات وبثتها ليعتقدها الناس، ونحن والحمد الله تعالى لسنا ممن ينطلي عليهم ذلك.
(١) وعبد الله بن الخليل الراوي عن سيدنا علي # وثقه الذهبي في «الكاشف»، وابن حبان في ... «ثقاته» (٥/ ٢٩) وقال: «روى عنه أبو إسحاق السبيعي وأهل الكوفة»، وقد روى هذا الحديث الترمذي (٣١٠١) وحَسَّنَه.
(٢) في (صحيح شرح العقيدة الطحاوية» ص (٤٨١ - ٤٨٢).