فصل ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب
  [فائدة]: بيان أن هناك أحاديث في الصحيحين وغيرهما زعموا فيها أن هناك آيات نزلت في فلان أو في حوادث معينة وليس الأمر كذلك:
  ١ - جاء في البخاري (٣٨١٢) أن آية: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ}[الأحقاف: ١٠]، نزلت في عبدالله بن سلام الإسرائيلي!
  ونقل الحافظ في الشرح (٧/ ١٣٠) أنه مشكل ونقل إنكار ذلك عن بعض السلف فقال: «وقد استنكر الشعبي فيها رواه عبد بن حميد عن النضر بن شميل عن ابن عون عنه نزولها في عبدالله بن سلام لأنه إنما أسلم بالمدينة والسورة مكية»، ثم نقل تمحلاً مردوداً في تأويل ذلك!
  وقال ابن كثير في تفسيره (٤/ ١٦٨): «فإن هذه الآية مكية نزلت قبل إسلام عبدالله بن سلام».
  والحديث في فضائل ابن سلام(١) باطل عندنا لا يصح!
  ٢ - ذكر الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (١٠/ ٢٣٠) في شرح الحديث الذي فيه ذكر سحر رسول الله ÷ أن ذلك كان سبب نزول المعوذتين!
  وهذا غير صحيح لأن المعوذتين مكيتان وقضية السحر مدنية(٢)!
= الفضل بن عباس وهُنَّ أعلم» وقال الحافظ في الفتح في شرحه لهذا الحديث (٤/ ١٤٥): «وفي رواية معمر عن ابن شهاب: فتلوَّن وجه أبي هريرة ثم قال: هكذا حدثني الفضل».
(١) انظر ما كتبته عنه في مقدمة كتاب «العلو» للذهبي ص (٢٤ - ٢٦).
(٢) وقد تكلمت على هذا الأمر ببعض بسط فيه في «صحيح شرح الطحاوية» ص (٤٠١ - ٤٠٢) فراجعه إن شئت.