فصل ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب
  وبقي هنا أن نقول: بأن أبا هريرة روى أن آية {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}[القصص: ٥٦] نزلت في أبي طالب عند مسلم!
  ونجيب: بأن في سند هذه الرواية يزيد بن كيسان وهو ضعيف كما سيأتي في التعليق على بعض أحاديث هذا الكتاب وراويه أبو هريرة لم يحضر القصة لأنه أسلم سنة سبع من الهجرة كما يقولون!
  فهو على أقل التقديرات رواها عن حديث ابن المسيب وقد أبطلناه!
  والتحقيق أن كل ذلك من تلاعب الأيدي الناصبية الأثيمة!
  فحديث أبي هريرة هنا إن صح عنه ولم يكن موضوعاً فهو من مرسلات الصحابة وكان ينبغي أن يخبرنا عمن رواه! لا سيما وأنه أرسل أحاديث ثم حوقق فيها فتبين بعد ذلك أنها لا تصح(١)!
(١) منها حديث عبد الرحمن بن عَتَّاب قال: كان أبو هريرة يقول: من أصبح جنباً فلا صوم له، قال: فأرسلني مروان بن الحكم أنا ورجلاً آخر إلى عائشة وأم سلمة نسألهما عن الجنب يصبح في رمضان قبل أن يغتسل، قال: فقالت إحداهما: قد كان رسول الله ÷ يصبح جنباً ثم يغتسل ويتم صيام يومه، قال: وقالت الأخرى: كان يصبح جنباً من غير أن يحتلم ثم يتم صومه، قال: فرجعا فأخبرا مروان بذلك، فقال لعبد الرحمن: أخبر أبا هريرة بما قالتاه، فقال أبو هريرة: كذا كنت أحسب وكذا كنت أظن، قال: فقال له مروان: بأظن وبأحسب تفتي الناس.
رواه أحمد في المسند (٦/ ١٨٤) واللفظ له، ورواه البخاري في صحيحه (١٩٢٦) في كتاب الصيام / باب الصائم يصبح جنباً، وجاء في رواية البخاري أن أبا هريرة قال: «كذلك حدثني =