أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

بقية الأحاديث التي ذكروا فيها أن أبا طال مات على كفره:

صفحة 23 - الجزء 1

  وهذا اللفظ يعكر على لفظ الصحيحين ويحكم عليها بالاضطراب على حسب القواعد التي يسلكونها ويعولون عليها.

  والراوي لها عن العباس هو عبد الله بن الحارث بن نوفل: وهو أموي المشرب أمه هند بنت أبي سفيان أخت معاوية، اصطلح عليه أهل البصرة حين مات يزيد بن معاوية، فأقره عبدالله ابن الزبير، والعباس ¥ عم جَدِّه!

  وقد روى عبدالله بن الحارث هذا روايات منكرة ومشكلة وعليها عندنا علامات استفهام! وخاصة ما يتعلق منها بالصفات⁣(⁣١)! وكان يروي عن كعب الأحبار ترجمته في «تهذيب الكمال» (١٤/ ٣٩٦).

  ٢ - روى البخاري (٣٨٨٥) ومسلم (٢١٠) عن أبي سعيد الخدري أنه سمع، النبي ÷ وذكر عنده عمه فقال: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه».

  قلت: هذا الحديث يجاب عنه من وجوه:

  (الأول): أنه مخالف للقرآن صراحة!

  فقد أخبر الله تعالى عن الكفار بأنهم {لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}⁣[فاطر: ٣٦](⁣٢)،


(١) انظر تحقيقنا على كتاب العلو الحديث رقم (٢٧٨,٢٥٩ ,١٤٩, ١٥٤, ١٩).

(٢) الآية: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ٣٦}⁣[فاطر].