بقية الأحاديث التي ذكروا فيها أن أبا طال مات على كفره:
  وهذا اللفظ يعكر على لفظ الصحيحين ويحكم عليها بالاضطراب على حسب القواعد التي يسلكونها ويعولون عليها.
  والراوي لها عن العباس هو عبد الله بن الحارث بن نوفل: وهو أموي المشرب أمه هند بنت أبي سفيان أخت معاوية، اصطلح عليه أهل البصرة حين مات يزيد بن معاوية، فأقره عبدالله ابن الزبير، والعباس ¥ عم جَدِّه!
  وقد روى عبدالله بن الحارث هذا روايات منكرة ومشكلة وعليها عندنا علامات استفهام! وخاصة ما يتعلق منها بالصفات(١)! وكان يروي عن كعب الأحبار ترجمته في «تهذيب الكمال» (١٤/ ٣٩٦).
  ٢ - روى البخاري (٣٨٨٥) ومسلم (٢١٠) عن أبي سعيد الخدري أنه سمع، النبي ÷ وذكر عنده عمه فقال: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه».
  قلت: هذا الحديث يجاب عنه من وجوه:
  (الأول): أنه مخالف للقرآن صراحة!
  فقد أخبر الله تعالى عن الكفار بأنهم {لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}[فاطر: ٣٦](٢)،
(١) انظر تحقيقنا على كتاب العلو الحديث رقم (٢٧٨,٢٥٩ ,١٤٩, ١٥٤, ١٩).
(٢) الآية: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ٣٦}[فاطر].