بقية الأحاديث التي ذكروا فيها أن أبا طال مات على كفره:
  وبأنهم {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ}(١)، وبأنهم {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ}(٢)، وبأنهم لا {تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}(٣)، إلى غير ذلك.
  والقائلون بعدم إيمان أبي طالب وكفره يقولون بموجب هذا الحديث أنه يخفف عنه من العذاب بشفاعة النبي ÷!
  ونقول لهم: بأن من شروط الشفاعة أن لا تكون إلا لمن ارتضاه الله تعالى! لقوله جل وعز: {لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى}[الأنبياء: ٢٨].
  والمقرر عند أهل الأصول أن خبر الآحاد متى عارض نص القرآن القطعي سقط الاستدلال به(٤).
  (ثانياً): هذا الحديث أورده ابن عدي في كتابه «الكامل في ضعفاء الرجال» (٤/ ٢٣٦) في ترجمة عبدالله بن خباب والظاهر أنه من منكراته، وذكر ابن عدي في ترجمته أيضاً: «قال السعدي: عبدالله بن الخباب الذي يروي عنه ابن الهاد سألت عنه فلم أرهم يقفون على جده ومعرفته».
(١) الآية: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٥}[الزخرف].
(٢) الآية: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}[البقرة]، وقوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ٣٧}[المائدة].
(٣) الآية: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ٤٨}[المدثر].
(٤) ممن نص على ذلك الخطيب البغدادي في كتاب «الفقيه والمتفقه» (١/ ١٣٢) وانظر لتحقيق هذه المسألة مقدمتنا لكتاب «دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه» ص (٢٧ - ٤٥) ومقدمة كتابنا «صحيح شرح العقيدة الطحاوية» (١٢٤).