أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 31 - الجزء 1

[مقدمة المؤلف]

  

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه المتمسكين.

  أما بعد: فيقول العبد الفقير، خادم طلبة العلم بالمسجد الحرام، كثير الذنوب والآثام، المرتجي من ربه الغفران، أحمد بن زيني دحلان: قد وقفت على تأليف جليلٍ للعلامة النبيل مولانا السيد محمد بن رسول البرزنجي، المتوفى سنة ألف ومائة وثلاثة، في نجاة أبوي النبي ÷، وذيَّله في آخره بخاتمة في نجاة أبي طالب، عم النبي ÷، وأثبت نجاته، وأقام أدلة على ذلك وبراهين من الكتاب والسنة وأقوال العلماء، يحصل لمن تأملها أنه ناج بيقين، مع بيان معان صحيحة للنصوص التي تقتضي خلاف ذلك، حتى صارت جميع النصوص صريحة في نجاته.

  وسلك في ذلك مسلكاً ما سبقه إليه أحد، بحيث ينقاد لأدلته كل من أنكر نجاته وجحد، وكل دليل استدل به القائلون بعدم نجاته قَلَبَه عليهم وجعله دليلاً لنجاته، وتتبع كل شبهة تمسك بها القائلون بعدم النجاة، وأزال ما اشتبه عليهم بسببها، وأقام دليلاً على دعواه، وكان في بعض تلك المباحث مواضع دقيقة، لا يفهمها إلا الفحول من العلماء، ويعسر فهمها على القاصرين من طلبة العلم.