[معنى الإيمان والإسلام عند العلماء والمتكلمين]
  وبعض تلك المباحث زائدة عن إثبات المطلوب ذكرها تقوية لما أثبته، وكشفاً لحجاب كل محجوب، فأردت أن ألخص في هذه الوريقات المقاصد التي أثبت بها نجاة أبي طالب، ليكون من عرفها في كل محفل هو الغالب.
  واجتهدت في تسهيل عبارات تلك المباحث الدقيقة حسب الإمكان، وحذفت ما كان زائداً عما هو مقصود بالبيان، وزدت كلاماً يتعلق بذلك وجدته في «المواهب اللدنية» و «السيرة الحلبية»، له مناسبة لهذه القضية، فجاء الجميع وافياً بتحصيل المراد، نافعاً إن شاء الله كل من وقف عليه من العباد، وسميت هذا المؤلف «أسنى المطالب في نجاة أبي طالب».
  وأسأل الله تعالى الإعانة والتوفيق والإخلاص والقبول وحسن الختام بجاه سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
  فأقول: إن العلامة البرزنجي أثبت أولاً حصول الإيمان لأبي طالب بالحجج والبراهين، ثم أثبت له النجاة. وخرج ذلك على أرجح الأقوال عند المحققين.
[معنى الإيمان والإسلام عند العلماء والمتكلمين]
  أما إثبات الإيمان فانه يتوقف أولاً على معرفة معنى الإيمان، ومعناه شرعاً: التصديق القلبي بوحدانية الله تعالى ورسالة النبي ÷، والتصديق بكل ما جاء به عن الله تعالى.