[أحاديث من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة وضوابط ذلك]
  تعالى، بل لو تكلم بالكفر والحالة هذه لا يضره، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}[النحل: ١٠٦].
  فهذه النصوص كلها تدل على أن الإيمان هو التصديق فقط ويقابلها القول بأن التصديق وحده لا يكفي، بل لابد من النطق باللسان مع التصديق، فمن لم ينطق مع قدرته كان مخلداً في النار، وقال بهذا كثيرون.
  ونقل النووي في «شرح مسلم» اتفاق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على هذا القول، واعترضوا عليه في حكاية الاتفاق.
  قال ابن حجر في «شرح الأربعين»: [أن لكل من الأئمة الأربعة قولاً بأنه مؤمن عاص بترك التلفظ، بل عليه جمهور الأشاعرة وبعض محققي الحنفية كما قال المحقق الكمال بن الهام وغيره: أن الإقرار باللسان إنها هو شرط لإجراء أحكام الدنيا فحسب] انتهى.
  ثم ذكر اختلاف العلماء في أنه هل يشترط لفظ الشهادتين بلفظها المعروف أو يكفي الإتيان بغير المعروف، مما يدل على الإيمان، وذكر فيه قولين للعلماء، فقيل: أنه يشترط اللفظ المعروف ولا يكفي غيره.
  والراجح أنه لا يشترط خصوص اللفظ المعروف، وأن الإيمان ينعقد بغير اللفظ المعروف.