أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[أحاديث من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة وضوابط ذلك]

صفحة 41 - الجزء 1

  وعقد البرزنجي فصلاً مستقلاً ذكر فيه كثيراً من تلك الأحاديث، وكلها دالة على أن من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من إيمان لا يخلد في النار⁣(⁣١).

  ونقل التفتازاني في «شرح المقاصد» والكمال بن الهمام في «المسايرة» وابن حجر في «شرح الأربعين» أن شرط النجاة في الآخرة إذا لم يطالب به، أي: النطق بالشهادتين فإذا طولب به وامتنع عناداً وكراهة للإسلام، أي: امتنع امتناعاً على وجه الإباء عن الإسلام، والكراهية والعناد، فلا ينجو.

  ويفهم من هذا القيد أنه لو ترك النطق بعد المطالبة لا إباء عنه ولا عناداً، بل لعذر صحيح وقلبه مطمئن بالإيمان أنه لا يكون كافراً فيما بينه وبين الله


=

٧ - الحديث برمته عندنا هو من الأفكار الإسرائيلية المنقولة عن عبدالله بن سلام وليس عن سيدنا رسول الله ÷، لأن اليهود هم الذين يثبتون وجود عرش يكون الله تعالى عليه سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيراً].

(١) اختلف علماء المسلمين في هذه القضية هل يخرج من النار أحد أم لا؟ فذهب الزيدية والمعتزلة والإباضية إلى أنه لا يخرج أحد من النار دخل فيها، لقوله تعالى {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٨١}⁣[البقرة] وقوله تعالى {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ٢٣}⁣[الجن] وقوله تعالى {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}⁣[البقرة] وأمثال هذه الآيات الكريمات.

وذهب أهل السنة والإمامية إلى أن بعض الناس يخرجون من النار للأحاديث الواردة في ذلك!

وحملها الفريق الأول على أنها من الإسرائيليات المتسربة لهذه الأمة أو أنها مخالفة للقواطع فلا تصح.