أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]

صفحة 44 - الجزء 1

  من شعره قوله:

  ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً ... رسولاً كموسى صح ذلك في الكتب

  وقد أوصى قريشاً باتّباعه، وقال: والله لكأني به، وقد غلب ودانت له العرب والعجم، فلا يسبقنكم إليه سائر العرب، فيكونوا أسعد به منكم.

  وهذه الوصية تكررت منه مراراً، تارة يوصي بها بني هاشم، وتارة يوصي بها كافة قريش، وأوصى قريشاً عند قرب موته بوصية طويلة ولفظها:

  [يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه، وأنتم قلب العرب، وفيكم السيد المطاع، والمقدام الشجاع، والواسع الباع، واعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المآثر نصيباً إلا أحرزتموه، ولا شرفاً إلا أدركتموه، فلكم بذلك على الناس الفضيلة، ولهم به إليكم الوسيلة، والناس لكم حرب، وعلى حربكم إلب، وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية، يعني الكعبة، فان فيها مرضاة للرب، وقواماً للمعاش، وثباتاً للوطأة، وصلوا أرحامكم، فإن في صلة الرحم منسأة (أي فسحة في الأجل) وزيادة في العدد، واتركوا البغي والعقوق، ففيهما هلكت القرون قبلكم، وأجيبوا داعي الله، وأعطوا السائل، فإن فيهما شرف الحياة والممات، وعليكم بصدق الحديث، وأداء الامانة، فإن فيهما محبة في الخاص ومكرمة في العام، وأوصيكم بمحمد خيراً، فإنه الأمين في قريش، والصدِّيق في العرب، وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به، وقد جاء بأمر قَبِلَةُ الَجنَان وأنكره اللسان مخافة الشنآن، وأيم الله كأني أنظر الى صعاليك