أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]

صفحة 45 - الجزء 1

  العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته، وعظموا أمره، فخاض بهم غمرات الموت، فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً، ودورها خراباً، وضعفاؤها أرباباً، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه، وأبعدهم منه أحظاهم عنده، قد محضته العرب وِدّادها، وأعطته قيادها، يا معشر قريش كونوا له ولاة ولحزبه حماة ....].

  وفي رواية: [دونكم وابن أبيكم كونوا له ولاة ولحزبه حماة، والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سَعِد، ولو كان لنفسي مدة، ولأجلي تأخير، لكففت عنه الهزاهز، ولدفعت عنه الدواهي ...].

  فانظر واعتبر أيها الواقف على هذه الوصية، كيف وقع جميع ما قاله أبو طالب بطريق الفراسة الصادقة الدالة على تصديقه النبي ÷.

  وقال لهم مرة: [لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد، وما اتبعتم أمره فأطيعوه ترشدوا].

  وقد نَوَّهَ أبو طالب بنبوة النبي قبل أن يبعث ÷، لأنه ذكر ذلك في الخطبة التي خطب بها حين تزوج ÷ بخديجة ^، فقال في خطبته تلك: [الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل وضئضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وشواس حرمه، وجعل لنا بيتناً