أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[شعر أبي طالب الدال على تصديقه بنبوة النبي ÷]

صفحة 67 - الجزء 1

  وهذا موافق لقوله ÷: «واصطفاني من بني هاشم»⁣(⁣١).

  قال البرزنجي: وهذا نطق بالوحي قبل صدوره من النبي ÷، فإنه ÷ أخبر بذلك بعد مدة من قول أبي طالب، والحديث وحي كالقرآن، فثبت بهذه الأخبار والأشعار أن أبا طالب كان مصدقاً بنبوة النبي ÷، وذلك كافٍ في نجاته.

  قال القرافي في «شرح التنقيح» عند قول أبي طالب:

  وقد علموا أن ابننا لا مكذب ... لدينا ولا يعزى لقول الأباطل

  [إن هذا تصريح باللسان واعتقاد بالجنان، وأن أبا طالب من آمن بظاهره وباطنه غير أنه ظاهراً لم يذعن للفروع.

  وكان يقول: إني لأعلم أن ما يقول ابن أخي حق، ولولا أني أخاف أن تُعَيِّرني نساء قريش لاتبعته⁣(⁣٢)] اهـ.


(١) صحيح. هو جزء من حديث رواه مسلم (٢٢٧٦) من حديث واثلة بن الأسقع.

(٢) لا يثبت هذا عندنا، رواه مسلم (٢٥) لأنه من رواية يزيد بن كيسان وهو ضعيف، قال يحيى القطان: «ليس هو ممن يعتمد عليه، هو صالح وسط» وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: «يكتب حديثه؛ محلّه الصدق، صالح الحديث.

قلت له: يحتج بحديثه؟ قال: لا، هو بابة فضيل بن غزوان وذويه، بعض ما يأتي به صحيح وبعض لا، وكان البخاري قد أدخله في كتاب الضعفاء فقال أبي يحوّل منه). =