[شعر أبي طالب الدال على تصديقه بنبوة النبي ÷]
  وأُجيب كما مَرَّ بأنه: لم يذعن ظاهراً خوفاً من أن قريشاً لا تقبل حمايته.
  وقوله (لولا أني أخاف أن تعيرني نساء قريش) قال: إنها ذلك تعمية على قريش، ليوهم عليهم أنه على دينهم(١)، وهذا عذر صحيح بلغ به تمكين النبي ÷ في نبوته والدعوة إلى ربه.
  وجاء في «صحيح مسلم»(٢) أنه يقال للنبي ÷ القيامة «أخرج مَنْ كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان» فهذا الحديث وغيره مما يماثله من الأحاديث كلها تدل بظاهرها على أن النطق بالشهادتين ليس شرطاً في النجاة، بل ولا دخل له فيها، وإلا لما كان قائلها نفاقاً في الدرك الأسفل من النار.
= فهذا الراوي صدوق في نفسه لا يتعمد الكذب إلا أنه ضعيف الحفظ لا يحتج بحديثه لأنه يخطئ ويخالف كما قال ابن حبان.
انظر «تهذيب الكمال» (٣٢/ ٢٣٢) وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق يخطئ».
ويزيد ابن كيسان هو راوي حديث مسلم (٢/ ٦٧١) عن أبي هريرة مرفوعاً: «استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي؛ واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي» وفي الحديث أنه بكى وأبكى مَنْ حوله!
(١) هذا من المؤلف ¦ تأويل لهذه الألفاظ على فرض صحتها لمن يعتقد صحة الحديث المذكور الذي بينا عدم ثبوته.
(٢) صحيح مسلم (١٩٣) وفي صحيح البخاري (٢٢) ظاهر الخطاب للملائكة وفيه: «: «أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ..) وهو حديث الشفاعة الطويل وكنت قد قلت عن هذا الحديث في تخريج العلو: [إسناده صحيح ولا دلالة فيه على العلو. رواه البخاري =