[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]
  وقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[القصص: ٥٦] وإن نزلت في أبي طالب، فنزولها فيه لا ينافي أن الله الذي هداه بعد أن أيس النبي ÷ منه.
  هو وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن علي، كرم الله وجهه قال: أخبرت النبي ÷ بموت أبي طالب فبكى وقال: اذهب فغسله وكفنه وواره، غفر الله له ورحمه ففعلت(١)، وإنما ترك النبي ÷ المشي في جنازته اتقاءً مِنْ شَرِّ سفهاء قريش، وعدم صلاته: لعدم مشروعية صلاة الجنازة يومئذ.
  وقد ذكر أهل السير أنه لما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله ÷ من الأذى ما لم تكن تطمع فيه في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا فدخل ÷ بيته والتراب على رأسه فقامت إليه احدى بناته فجعلت تزيل التراب وهي تبكي ورسول الله ÷ يقول: «لا تبكي يا بنية فإن الله مانع
(١) رواه ابن سعد (١/ ١٢٣) وهو ضعيف لأجل الواقدي، لكن قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (١/ ٣٤٨): «وهو رأس في المغازي والسير».